قال الخبير الجيولوجي فاروق الباز إن آثارا عثر عليها حديثا لبحيرة ضخمة قديمة تحت الأرض في إقليم دارفور بالسودان يمكن أن تعيد السلام إلى الإقليم من خلال توفير مصدر مياه محتمل لمنطقة تعاني من الجفاف.
وقال الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن "الشيء الذي لا يعرفه معظم الناس هو أن الحرب وعدم الاستقرار في دارفور يرجعان كليا الى نقص المياه."
وعثر على خزانات المياه الجوفية المحتملة باستخدام أجهزة رادار سمحت للباحثين بأن يروا ما بداخل أعماق رمال الصحراء. وقال الباز إن الصور كشفت عن "بحيرة ضخمة" مساحتها 30750 كيلومترا مربعا وهو ما يعادل ثلاثة أمثال لبنان.
ويقدر خبراء دوليون بأن 200 ألف شخص ماتوا على مدى أربع سنوات شهدت أعمال اغتصاب وقتل وإصابة بالأمراض في دارفور وهو عنف تصفه الولايات المتحدة بأنه إبادة جماعية. ويرفض السودان هذا الوصف ويقول إن عدد الذين لقوا حتفهم هو تسعة آلاف شخص.
وقال برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي إن المشاكل البيئية الواسعة النطاق هي السبب الرئيسي للعنف في السودان مشيرا إلى ان الصحراء امتدت جنوبا بمعدل 100 كيلومتر خلال الأربعين عاما الماضية.
وقال الباز إن العديد من اللاجئين من دارفور استقروا في مناطق كانت في وقت من الأوقات تخضع لسيطرة البدو مما أدى الى نفاد مصادر المياه ووضع بذور الصراعات بين المزارعين والبدو.
وقال الباز لرويترز في مقابلة "ولذلك الآن اذا وجدت مياه للمزارعين ... بالإضافة الى مياه للبدو ... للإنتاج الزراعي وإطعامهم وتوفير حبوب لهم فإنك بذلك تحل المشكلة تماما."
وحصلت مبادرته التي يطلق عليها 1000 بئر في دارفور على تأييد الحكومة المصرية التي تعهدت ببدء إنشاء 20 بئرا في البداية.
ويأمل الباز الذي يتوقع وجود خزانات مياه جوفية أسفل سطح الأرض يمكن حفرها لاستخراج مياه في الحصول على دعم من الحكومات الاقليمية وحث المنظمات غير الحكومية على المشاركة.
وقال "عندما بدأنا نبحث ذلك أدركنا أننا نتعامل مع منطقة منخفض شاسعة.. مع منخفض. ثم بدأنا نبحث تفاصيل المنخفض وعثرنا بالفعل على ... ما يشير الى أطراف بحيرة .."
وقال "لذلك نطلق عليها بحيرة شاسعة لأنها بحيرة ضخمة بدرجة غير معقولة. إنها في حجم ولاية ماساتشوستس."
وقال باحثون إن البحيرة القديمة كان من شأنها أن تحوي 2530 كيلومترا مكعبا من المياه عند امتلائها بالكامل في عصور سابقة.
وقال الباز في تقرير "هناك شيء مؤكد وهو ان معظم مياه البحيرة تسربت عبر الطبقة الرملية وتراكمت كمياه جوفية."
وأجرى الباز الذي عمل في برنامج أبولو التابع لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) مشرفا على التخطيط العلمي لرحلات القمر بحثا مماثلا في مصر أدى إلى إنشاء 500 بئر في منطقة قاحلة في وطنه الأم.
وساعد المشروع في ري 150 ألف فدان من الأراضي تزرع بالقمح والحبوب الأخرى.
وقال الباز "كما ثبت في وقت سابق في جنوب غرب مصر الى الشمال الشرقي من دارفور توجد بحيرة سابقة مماثلة ممتلئة بكميات هائلة من المياه الجوفية."