doaa
عدد الرسائل : 78 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 05/04/2007
| موضوع: ماما سارة وبابا عمر الحلقة السابعة السبت ديسمبر 15, 2007 11:37 am | |
| قـالت سـارة : تحول كل بيتنا الى فوضى منذ أن أصبح يحيى يمشي ..أصبح لا يوجد مقعد فى مكانه ولا مفرش فوق ترابيزة لا سمح الله.. وطبعا أى ورود أو تحف صغيرة أصبح من المستحيل بقائها مكانها وأصبح مكانها الوحيد فوق الدولاب كى أنقذها من التحطيم المستمر لا أعرف لماذا يحب الاطفال استكشاف كل شىء حتى لو رأوه مائة مرة؟ أتعجب عندما أرى يحيى ماشيا فى أمان الله وفجأة يثبت نظره فى اتجاه شىء معين وهنا تصفر صفارات الانذار فى رأسى من أني فى ثواني سأسمع صوت تحطيم او دمار.. ثم أجده متجها بمشيته التى تشبه مشية البطة الى هدفه كالصاروخ ويكون غالبا كوب أو برواز صورة أو أى شىء.. وهنا أقفز مثل لاعبى السيرك لأنقذ الهدف المسكين من مصيره المحتوم وان نجحت تبدأ مرحلة من الصراخ من يحيى احتجاجا على هذا الظلم البائن كنت فى البداية أرق لبكائه وأتراجع عن موقفي كي يكف عن البكاء.. ولكني وجدت انه في غاية الخبث.. علم ان البكاء يخيفنى فاستخدمه كسلاح.. أي شىء يريده بفتح السارينة.. ولكنى انتبهت لهذا السلاح الجديد وأصبحت لا أهتم لصراخه.. حتى عرف بعد فترة انه لا جدوى معى من البكاء.. فأصبح ينصرف عنى وكأنه يتمتم: حسبي الله ونعم الوكيل أصبح يحيى هو صديقي الوحيد والوجة الوحيد الذى أراه يبتسم فى وجهي منذ أن زارنا الحزن وأقام لدينا منذ شهرين.. من يوم مات والد عمر ونحن نسكن مع الحزن في كل لحظة.. أخاف على عمر من شدة حزنه على أبيه.. أراه شاردا حزينا.. أستيقظ فلا أجده بجواري وأجده يصلي وحيدا وهو يبكي لله ويسأله الصبر على الفراق.. أحاول بكل طاقتي ان أخرجه مما هو فيه بلا جدوى.. يارب خفف عنه وعنا ******* قـال عمـر : (لا يعلم جنود ربك الا هو) الموت من جنود الله التي تدفعنا دفعا الى الخوف من الوقوف بين يديه.. لا أعرف كيف اختطف الموت أبي لأتحول فجأة من رجل الى طفل صغير فقد يد أبيه فى الزحام فوقف يبكي ولا يشعر بزحام الدنيا من حوله.. فقط ينتظر وجه أبيه ليعيد له الأمان.. رحمك الله ياابي.. كم أتعبتك فى طفولتي.. وكم عاندتك في مراهقتي.. وكم جادلتك فى شبابي..أندم على كل يوم لم أقبل به يديك وتبقى مشكلة أمي.. أنا ابنها الوحيد الرجل وأخواتي البنات متزوجات وفي بلاد بعيدة مع أزواجهن.. وأمي فى حال يرثى لها منذ وفاة أبي.. وأنا يوميا أزورها بعد عملي ولكنها تعيش فى أحزانها وتهمل صحتها.. خوفي عليها يزداد.. ولكن ماذا أفعل؟ ******* قـالت سـارة : حياتنا انقلبت منذ وفاة والد عمر.. أصبحت لا أراه الا نادرا.. أصبح يخرج من عمله يذهب الى حماتي ليقضي معها بقية الليل وأحيانا يبات هناك معها.. وأنا أزورها ثلاث أو أربع مرات فى الأسبوع.. أعد طعام الغداء وأصطحب يحيى وأذهب لها وننتظر عمر ليأتي ونقضي بقية اليوم معها أشفق عليها من أحزانها.. لا أعرف كيف تشعر المرأة لو فقدت شريك حياتها وحبيبها ورجلها الوحيد بعد عشرة أكثر من ثلاثين عاما؟؟ يتحول حزنها الى عصبية شديدة لو غاب عنها عمر يوما.. تظل تبكي وتتهمه بأنه لا يحبها ويفضل بيته وزوجته.. اللي هى أنا..ولو لم أحضر لها يحيى لتراه صبت فوق رأسي كل صراخ الدنيا.. ازدادت أعصابي توترا وأصبحت تقريبا لا أنام وبيتي فقد الاستقرار ولا أرى زوجى.. ولا أستطيع ان انطق بكلمة.. بل على طول الوقت أن احتمل أعصاب عمر المنهارة وغضب حماتي طوال الوقت ******* زارتنى ماما ورأتني وانا ذابلة مجهدة وقصصت عليها ما أنا فيه.. فردت عليّ: معلش ياسارة استحملي.. جوزك معذور ده برضه والده قلت: انا عارفة ياماما والله ونفسى أخرجه من اللي هو فيه.. ومستحملة عصبيته واكتئابه.. بس حاسة اني عايشة فى دوامة يادوب اصحى الصبح علشان اشتغل وأجهز الأكل وأشيله وآخد يحيى وأروح لحماتي ونقضي بقية اليوم عندها وطول الوقت باستحمل كلام فى منتهى الغلاسة.. وكأنها عاوزة تقول لي: انا جوزي مات وانتي كمان واخدة ابنى؟ بجد ياماما تعبت ومش عارفة اعمل ايه؟ قالت: معلش اهم يومين ويعدوا ياسارة خليكي انتي بنت الاصول اللي تقف جنب جوزها وامه فى الظروف دي.. يعنى لو كنت انتي مكانه مش كان ح يعمل كده؟ رددت وقلت: مش باين ياماما انهم يومين.. احنا بقالنا شهرين على الحال ده وعمر مش عاوز يسيبها لوحدها أبدا وبصراحة عنده حق بس انا تعبت أعمل ايه؟ فسكتت ماما للحظات وكأنها تفكر في أمر عميق وأجابتني: بصي ياسارة خلينا واقعيين انا رأيي انك تقولي لعمر يجيب والدته تقعد معاكي هنا انتفضت كالملسوعة: ايه تعيش معايا هنا؟ انتي بتقولي ايه ياماما؟ هو انتي مش عارفة طبعها وازاي بتعاملني؟ حرام عليكي نظرت لي ماما وقالت: بصي ياسارة خليكي عاقلة.. مش معقول ح تفضلوا على الحال ده ومش ممكن ح تقولي له ارمى أمك.. علشان ربنا يبارك لك فى يحيى.. وبعدين خليها تيجي منك أحسن لأن ده ان آجلا أو عاجلا ح يحصل وهو اللي ح يطلب منك انها تعيش معاكم لأنه ابنها الوحيد الرجل.. يعنى هاتيها منك واعرضي عليه انتي واحتسبيها عند ربنا فسالت دموعي وانا أرى أن كلام أمي منطقى جدا ولا مفر منه: بس ياماما كده ح نبقى طول اليوم فى حرب.. وأكيد ح تحصل مشاكل.. أعمل ايه؟ قالت: والله اتكلي على الله ومادمتى بتعملى كده علشان ترضي ربنا وتريحى جوزك يبقى أكيد عمر ربنا ما ح يسيبك ابدا ان شاء الله - - صليت استخارة ودعوت الله وقلبي يمتلأ بالخوف من حياتي التى ستقلب رأسا على عقب اقتربت من عمر وهو جالس وحده فى الصالون شارد النظرات.. وهمست له: مش تروق كده ياحبيبي.. ده انت تعرف ربنا وربنا يرحمه ان شاء الله رد مهموماً: ونعم بالله ياسارة وهو ح يفضل غالي على طول.. بس كل ما افتكر والدتي انها لوحدها فى الشقة وانها ممكن يحصل لها حاجة من غير ما اكون معاها باتجنن.. نفسي أكون معاها على طول علشان بالي يرتاح همست فى سري: والله عند حق ياماما خليها تيجي مني أحسن.. ورددت عليه: ربنا يخليهالك يارب.. طيب أنا عندي اقتراح علشان تطمن عليها ايه رأيك تيجي تعيش معانا هنا وانا أحطها جوة عيني؟ فصرخ فرحا ورأيت ابتسامته التي لم أرها من شهور وهو غير مصدق وقال لي: ايه بتقولي ايه؟ انتى بتتكلمي بجد ياسارة؟ انا كان نفسي أعرض عليكي الموضوع ده بس كنت متردد بلعت توتري وابتسمت له وقلت: ليه بتقول كده ياعمر هو احنا يعني ح نرمي أهالينا؟ ربنا يخليهالك ويقدرني على خدمتها فاحتضنني فى قوة وهو يقول لي: بجد مش عارف أقول لك ايه ياسارة انتى فعلا بنت أصول.. انا عارف ان ماما متعبة شوية.. بس صدقيني ان شاء الله مش ح تضايقك خاااالصوتركني وانطلق الى التليفون يزف البشرى لوالدته.. وأنا أردد وانا أكاد أبكي: خالص خالص خااااااااااالصمنقول | |
|