قـال عمـر
:
الشركة ستنظم حفلة بمناسبة حصولها على مناقصة عالمية.. وكل المهندسين وأسرهم سيحضرون.. فكرت في الاعتذار ولكني لم استطع.. والغريبة ان سارة وافقت على الفور وتحمست جدا للحضور معي.. ياترى شعرت بشيء؟ لا أظن
ولكني لا أريد ان تجتمع سارة وآية في مكان واحد.. ربنا يستر
*******
قـالت سـارة
:
جاءتني فرصة الحفلة لأري غريمتي عن قرب.. أشعر ان الله سيأخذ لي حقي.. ولكني عندما أراها سأحترق من الغيرة.. أخاف ان أقتلها والواد يحيى ما يلاقيش حد يربّيه
اشتريت فستان سهرة قمة في الاناقة وأرسلت يحيى الى ماما من قبل الحفلة بعدة ساعات كي اتجهز وأحاول ان أريح أعصابي ولا أظهر لعمر توتري.. ولأول مرة أخذت ساعات في ارتداء ملابسي لأني في كل مرة لم أكن راضية عن مظهري
آآآه.. عندما يفقدك اعز الناس لك ثقتك في نفسك.. من سيعطيها لك؟
وعندما جاء موعد الحفلة ورآني عمر بالفستان الجديد لم يغازلني كعادته اذا ارتديت شيئا جديدا ولكن رد بسرعة ودون اهتمام: آه حلو أوي.. يالاّ علشان اتأخرنا
وأخيييرا وصلنا الحفلة وكانت مقامة في فندق أنيق والديكورات رائعة والموسيقى تريح الأعصاب والجميع في أبهى صورهم.. لم نتبادل أنا وعمر الا كلمات قليلة طوال الطريق وكل منا غارق في عالمه
وأخذت أدور ببصري بحثا عن عدوتي اللدودة ولم أستغرق وقتا طويلا حتى عرفتها.. شابة جميلة جذابة المظهر وذات أناقة واضحة ولمسة مميزة في مظهرها.. وكالعادة يجتمع حولها الكثير وتستأثر هي بالحديث.. وأكد لي ظنوني لمعة عيون زوجي عندما رآها وكلامه المفاجيء بعد صمت عن جمال الجو
*******
قـال عمـر
:
اعقل كده ياسي عمر وما تخلّيش سارة تاخد بالها.. والله انا حاسس ان سارة حاسة بإعجابي بآية.. بس معقول؟ دي كانت بتعاملني كويس جدا الايام اللي فاتت.. يبقي أحسن حاجة اني اتعامل طبييييعي جدا
يا ما شاء الله دي آية جاية بنفسها تسلم علينا.. انا بأقول أنفد بجلدي وأهرب من هنا على الهند
*******
قـالت سـارة
:
كانت أول كلمات آية لنا هي: اهلا اهلا باشمهندس عمر.. عندك حق تخبّي عننا المدام.. ما شاء الله زي القمر
انا اللي قمر برضه.. منك لله يا شيخة
ورددت تحت أسناني: الله يكرمك انتي اللي قمر يا باشمهندسة
قالت: على فكرة الباشمهندس عمر كلمنا عنك انتي ويحيى كتير
كمان؟!!! ما شاء الله بتكلموا في حاجات غير الشغل؟
ورددت بكيد أنثوي: أصل هو ما يقدرش يبعد عننا أبدا
*******
قـال عمـر
:
اوباااااا.. دخلنا في كيد الحريم لما أغيّر الموضوع أحسن ما نبات في القصر العيني
*******
قـالت سـارة
:
غيّر عمر الموضوع وأخذ يتكلم في الرياضة والسياسة والست هانم ما شاء الله لا تكف عن الكلام لحظة في أي موضوع.. ثقافتها وجاذبيتها لا توصف.. حتى لو سألتها عن سياسة موزمبيق الداخلية أكيد ح ترد
خذت أدعو الله كيف انتصر على هذه الفاتنة التي سحرت عقل زوجي وانا الى جواره؟ وأخذت أتكلم معها حديثا عاديا حتى سألتها سؤال غير مجري الاحداث تماما: عمر بيقول لي انك متميزة جدا في شغلك ياآية.. ماشاء الله.. ياتري فكرتي تستمري في الشغل بعد الجواز والاولاد؟
وكأني ضغطت على جرح قديم فقطبت جبينها وقالت: والله الظاهر اني ح أفضل أشتغل على طول ومش ح أفكر في الارتباط تاني
وكأني وجدت كنزا فلم أدع الخيط يفلت من يدي وقلت لها: تاني؟ انتي ارتبطي قبل كده؟ معقولة؟
فردت بمرارة قديمة تفاجأ لها سي عمر: الحقيقة اتخطبت مرتين قبل كده وما حصلش نصيب بس الظاهر المشكلة فيّ أنا.. انا مش أحب أبدا سيطرة الرجل الشرقي على زوجته.. يمكن علشان عشت برّة فترة.. لكن أول ما كانت تبدأ قائمة الاوامر والنواهي لسي السيد كنت أنهي العلاقة فورا.. فلا أتخيل أبدا ألاّ أكون أنا صاحبة الرأي الأول والأخير في حياتي.. علشان كده مش عاوزة أخوض تجربة الارتباط تاني
الله الله الله قولي كمان ياست
لم أستطع أن أخفي سعادتي بخيبة أمل عمر لمعرفته جانب من شخصيتها تفاجأ له كثيرا.. ولكني تظاهرت بالحزن لأجلها وانا أقول بخبث: بس الست بتلاقي سعادة كبيرة لما بتطيع زوجها وتحس انها بتتنازل علشان ترضيه وينجح في حياته
فردت بملل كأنها تحادث انسانة من القرن الماضي: لا أرجوكي بلاش الكلام الغريب ده اللي باسمعه من كل البنات هنا في مصر.. أنا شخصيتي كده ومش ح أتغير
............ ..... -
طبعا انهيت الكلام معها بعد وعد أكيد أننا نكون أصدقاء للأبد.. وأخبرت عمر اني أريد أن أغادر الحفلة كي لا أتأخر عن يحيى.. وكان في حالة غريبة من عدم التوازن ومراجعة نفسه والخجل معا
في السيارة تحدث بلهجة المذنب الذي ينتظر الامساك به وقال لي وكأنه يداري خيبة أمله: على فكرة انتي كنتي جميلة اوي النهاردة ياسارة.. ربنا يخليكي ليّ
فرددت بغضب لم يره مني من قبل: ياااه لسه فاكر؟ طيب أنا عاوزاك في كلمتين لما نروح يا عمر
*******
بدأ عمر بالكلام كي يدفعني أن اتكلم حتى ينتهي ترقّبه لما سأقول وقال ببراءة: ايه يا سارة مالك؟ انتي من ساعة ما سبنا الحفلة وانتي مش طبيعية.. فيه حاجة مضايقاكي؟
فانفجر البركان داخلي وصرخت فيه لبروده: وكمان بتسأل؟ لا ده انت بجد عاوز تموّتني
علا صوته هو الآخر لتخويفي: فيه ايه ياسارة؟ انتي بتزعقي كده ليه؟ انا ما اسمحش انك تكلميني كده
فلم أهتم بالتهديد وواصلت بقوة لم أعرفها في نفسي: شوف يا عمر ماتهددنيش.. انا على طول باحترمك وأطيعك وأسمع كلامك.. لكن المرة دي انا اللي ح اتكلم وانت ح تسمعني.. وانسى انك بتكلم مراتك الطيبة الهادية واسمعني لحد ما اخلّص كلامي خالص
ولأول مرة المح نظرة تشبه الخوف في عيونه من حالتي الجنونية.. وقال لي: اهدي بس وبطّلي زعيق.. فيه ايه؟
حاولت تمالك أعصابي وقلت له: شوف يا عمر احنا اتجوزنا بعض يمكن من غير قصة حب لكن ربنا أكرمنا وحبينا بعض.. والحب ده كبر مع عشرتنا وربنا رزقنا كمان بيحيى ورزقك شغل جديد.. والأهم من كده ان ربنا رزقنا طاعته وجمعنا في حبه.. صح؟
فأجاب: ايه يا سارة المقدمات دي كلها عاوزة تقولي ايه.. انا عاوز انام
فرددت بغيظ: تنام؟.. يا عمر انا بقالى أكتر من شهرين تقريبا مش بانام.. من أول ما اعجابك بالست آية بدأ
فتحول وجهه لألوان الطيف عند القائي القنبلة: آية؟ آية مين؟ ايه ياسارة التهريج ده.. انا أعجب بآية؟
رديت بزهق من إنكاره: بص ياعمر الست عندها ردار رهيب بتقدر تعرف احساس جوزها رايح فين.. ويبقي غبي اللي يتجاهل الردار ده ولا يفتكر انها مش واخدة بالها.. شوف انا من أول مرة حكيت لي عنها وانا حاسة ان فيه حاجة مش طبيعية.. لكن قلت مش معقول عمر يعمل كده.. لكن كل ما كانت تيجي سيرتها حالك كله يتقلب.. وكنت بتقارنها بيّ في كل حاجة.. حاولت أصبر لكن انت كنت كل يوم بتبعد عني وبقيت في دنيا تانية خالص
اهتزت كلماته وحاول الانكار ولكنه لم يستطع: ياسارة انا
فقاطعته: بص يا عمر أرجوك ماتكدبش.. اعمل أي حاجة غير انك تكدب.. اوعى تقع من نظري بكدبك
وكأنه طفل ضاق عليه الخناق ويريد الاعتراف بذنبه: لا مش ح أكدب ياسارة.. أنا فعلا أعجبت بيها لأنها فعلا شخصية مميزة.. لكن انا مش خاين ياسارة.. انتي معتبرة دي خيانة؟
فصرخت: لا والله؟ أمال دي ايه؟! والله لو كان اعجاب عادي ما كانش فرق معايا.. احنا طول اليوم بنعجب بشخصيات ناس وبتفكيرهم وبثقافتهم.. لكن أول ما بندخل باب البيت بنسيبهم برة لأن العلاقة الزوجية حاجة مقدسة ما ينفعش ندخّل فيها شركاء
فرد بضعف لم أعهده فيه: يا سارة انتي محسساني انك قفشتينا في كازينو على النيل.. أقسم لك بالله اني عمري ما اتكلمت معاها أي كلام خاص.. حتى كلامي عنك وعن يحيى كان قدام كل المهندسين مش خاص ليها.. والله العظيم أنا بخاف ربنا في كل حاجة بس بجد غصب عني.. تواجدي معاها أوقات طويلة في الشغل خلاني اعجب بشخصيتها وتميزها.. حاولت أبعد عن تدريبها رفضوا.. أعمل ايه انا مش حجر يا سارة
تحرك عطفي عليه وأخفضت من صوتي قليلا وسألته: طيب ليه من أول ما حسيت بالاحساس ده ما قلتليش؟
ابتسم وقال: ايوة علشان كنت الاقي نفسي متقطع في أكياس سودة
فرددت بكرامتي المجروحة: طيب انا قصرت في حاجة من حقوقك علشان تعجب بواحدة تانية يا عمر وكمان تقارنها بيّ؟
فرد بعناد: انتي خلاص بقي يحيى رقم واحد في حياتك وانا رقم اتنين
فهمست في سري: يادي الخيبة على عقل الرجالة
ورديت: بص بلاش الحجة الخايبة دي اللي كل واحد بيبررها لنفسه علشان يعمل حاجة في دماغه.. لو كنت مهتمة بيحيى فدي حاجة تسعدك لأنه مش ابن جوزي الاولاني وانت بتربيه.. ده ابنك.. ولازم اول فترة في حياتي يعتمد على في كل حاجة.. لكن أتحداك انك تقول اني أهملتك
رد: لا ما أهملتنيش لكن فين سارة بتاعة زمان المتوهجة اللي كلها ذكاء وثقافة وجاذبية؟
فأكلمت كلامه: وتسلّط .. ليه نسيت تقول ده؟ مش انت بتقارنّي بآية؟ قارن بقي الحلو والوحش.. قارن لو كانت آية هي اللي مكاني كانت وقفت جنبك لحد ما تنجح في شغلك؟ ولا كانت سابت شغلها علشان خاطرك؟ ولا ضايفت والدتك وشالتها في عينيها.. بيتهيألي لو كانت عاشت هنا شهر واحد مش بس كانت سابتك.. لا.. كانت بلغت عنك الانتربول
............ -
أكملت: شوف يا عمر انا مش احسن واحدة في الدنيا وفيّ عيوب كتير زي اي حد.. لكن ما ينفعش أساسا اننا نفتح باب المقارنة بشريك الحياة بأي حد تاني حتى لو كان احسن منه في كل حاجة.. ربنا سمى الشركة دي الميثاق الغليظ يعني زي العقدة المتينة اللي ما ينفعش ان حد تالت يدخل فيها.. لأننا لو فتحنا باب المقارنة يبقى بنفتح كل ابواب الشيطان لتدمير البيت.. الا لو كنت ناوي تتجوز تاني دي تبقى حدوتة تانية
رد بفزع: أتجوز؟! ايه ده يا سارة انتي خلاص خلتيني خاين وبادوّر على زوجة تانية؟ انا فعلا بحبك
فرديت من بين دموعي: اللي بيحب حد يشوفه احسن واحد في الدنيا.. حتى لوالسنين غيرته.. لو مرض.. لو شعره شاب.. لو شكله اتغير.. لأنه أصلا بيعتبر وجوده في الدنيا مرتبط بحياته.. ما ينفعش يقارن بينه وبين اي حد لأنه أصلا مش شايف غيره.. زي انا مش شايفة اي راجل في الدنيا غيرك
تحرك حنانه وحبه ولم يقوي على دموعي وانهياري: انا آسف ياسارة انا بجد جرحتك غصب عني.. آسف عمري ما ح اعمل كده تاني أبدا ولو حتى بالتفكير.. والله الشيطان هو اللي ضخم لي عيوبك وحسنها هي في نظري.. انا فعلا بعدت عن ربنا شوية من انشغالى في الشغل الفترة اللي فاتت.. لكن اوعي تشكّي لحظة اني مش بحبك.. اعتبريها غلطة صغيرة من ابنك التاني ولو اتكررت ابقي اعملي اللي انتي عاوزاه.. انا عمري ما كدبت عليكي ابدا.. أرجوكي صدقيني المرة دي ومش ح تندمي
رق قلبي لكلامه وكدت اسامحه على الفور ولكني أحببت ان أشعره بكبر خطأه حتى لا يكررها.. فقلت: ح احاول اصدقك لكن بجد انا محتاجة فترة أكون فيها لوحدي علشان استعيد ثقتي فيك وفي حياتنا.. ح اروح لماما كام يوم لحد ما أعصابي تهدأ
رد بحزم: لا انا مش موافق
فرديت بعناد: عمر انا محتاجة الفترة دي اننا نبعد عن بعض كام يوم.. وح اقول لماما انك مسافر في شغل.. انا بجد مش قادرة أقعد في البيت هنا.. ما تضغطش على أعصابي أرجوك
رد بحزن: زي ما تحبي يا سارة.. لكن أرجوكي خليكي متأكدة من حاجة واحدة.. ان قلبي عمره ما دخله واحدة غيرك
منقول