doaa
عدد الرسائل : 78 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 05/04/2007
| موضوع: ماما سارة وبابا عمر الحلقة الحادية عشر السبت ديسمبر 15, 2007 12:14 pm | |
| قـال عمـر : أصبحت وحدي في المنزل بعد رحيل سارة ويحيى الى بيت والدها.. البيت كئيب موحش بدونهم سبحان الله.. لا نعرف قيمة الشيء الا عندما نفقده.. مثل ملابس الانسان او ساعته لا يشعر بها الا عندما يرتديها او يخلعها لكن طوال ماهي موجودة معه لا يشعر بهاشعرت بكبر الفقد عندما رحلوا سارة الحبيبة التي تملأ الدنيا بهجة وتفاؤل التي تمتص كل همومي مهما كانت مرهقة أصبحت أدخل المنزل وكأني داخل مقبرة.. لا حياة ولا حركة.. ولعب يحيى في كل مكان تذكّرني بمشيته المضحكة واختباءه وراء الكراسي ظنا مني اني لا أراه.. وكلماته القليلة التي تساوي كنوز الدنيا كيف أضعت كل هذا من أجل انسانة بالكاد أعرفها ولم أر منها الا مظهرها البراق الذي يخفي شخصية متسلطة.. وحتى لو كانت شخصيتها رائعة كيف اسمح للشيطان ان يجعلني اخسر استقراري من أجلها؟أليس الله هو من اختار لي سارة وأختارني لها؟ كيف أظن ان اختياري أنا أفضل؟.. وأبدأ المقارنة السخيفة والظالمة؟ يارب سارة تنسى كل الى حصل وترجع لي تاني ******* قـالت سـارة : بيتي وحشني أوي.. مش عارفة أنام في أوضتي القديمة اللي عشت فيها أكتر من 20 سنة.. سبحان اللهطبعا ماما فرحانة جدا بوجودي ونفسها ان سفر عمر الوهمي يستمر شهور.. لكن بابا بغريزته وذكاؤه لم يصدق فكرة سفر عمر ولاحظ من نظراتي الذابلة وردودي المقتضبة على عمر في التليفون ان هناك مشكلة ولكنه لم يسأل واكتفى بالدعاء لنا وأخوتي سعداء بالطبع بوجودي انا ويحيى ويلعبون معه ويشترون له مليون شيكولاتة في اليوم.. ولكن يبدأ الصراخ والشكوى عندما يمزق يحيى أوراقهم أو كتبهم أو يعبث بأدوية ماما أو يلقي نظارة بابا من الشباك عندها أشعر بالحرج وأضربه تنفيسا عن ضيقي وحرجي وأشعر فعلا أني غريبة.. وأني أفسدت نظام حياتهم واحدثت فوضي في البيت.. وعندما يصحى يحيى بالليل ويطلب طلباته العجيبة ويكون أخوتي نائمين علشان مدارسهم أكون نِفسي أقتله علشان ما يصحّيش حد من صراخه وآخذه وأتسحب في الظلام وأجلس به في الصالة حتى يتعطف عليّ وينام ******* قـال عمـر : انا مش عارف الحقيقة سارة كانت بتعمل كل شغل البيت والطبيخ كل يوم ازاي؟ الشقة في ظرف كام يوم تحولت الى ما يشبه الاسطبل.. ولكي أصل الى ملابسي قبل الشغل بأبقي عامل زي البهلوان بعد ما كنت أصحي أجدهم مكويين ومرتبين وألبسهم زي الباشا الآن أبحث عن شراباتي فلا اجد الا كل فردة لون.. وحاولت أغسل الملابس التي تحولت الى جبل وطمأنت نفسي أن الغسالة الاوتوماتيك هي اللي بتغسل ومفيش مشاكل فوضعت كل الملابس مع بعض واخترت برنامج قوي جدا وانتظرت النتيجة المبهرة وطبعا كانت كارثة مدوية..لم أعرف أن الملابس تُفصل قبل الغسيل كي لا تبهت الالوان على بعضها وكانت النتيجة أني خسرت عدة قمصان غالية تحولوا الى اللون الكحلي من بنطلون لعين دسسته في وسطهم دي سارة لما تيجي ح أحطها فوق دماغي.. منك لله ياآية ******* قـالت سـارة : عمر يحاول أن يكلمني عشرين مرة في اليوم.. ولا أرد عليه وأكتفي أحيانا بإعطاء الموبيل ليحيى كي يسمع صوت والده.. ووقتها يبدأ في الضحك والحديث المتقطع والذي لم أفهم منه الا يحيى وهو يسأل: بابا فين؟.. حتى الطفل يفتقده بشدة أحاول أحيانا أن أرد عليه وأوهم نفسي أني أرد فقط شفقة عليه من الاتصالات المتكررة ولكن الحقيقة اني أشتاق لسماع صوته الذي لم أحب صوتا غيره ورغم هذا أرد عليه بكلمات معدودة وهو يسألني أن أعود لبيتي.. وأنا أصر على موقفي ومن داخلي أتمنّى أن أعود اليه وأنسى كل ما حدث ولكني أريده ان يشعر انه جرحني بشدة ولا يكررها أبدا ******* قـال عمـر : لم أستطع النوم فقمت أصلي ركعتين قيام الليل وجلست أقرأ بعض القرآن وفتحت درج البوفيه الذي كنا خصصناه أنا وسارة لختم المصحف بصورة دورية وشعرت بالخجل الشديد وأنا أري اني في خلال شهرين لم أقرأ الا أجزاء بسيطة مقابل ما قرأته سارة بل وعجبت اني وجدتها كتبت على بعض الأجزاء أن أمي هي التي ختمتها.. حتى ماما ياسارة؟ شعرت اني بعدت عن الله في الفترة الماضية ولهذا كان من السهل أن يسيطر الشيطان على تفكيري.. رغم أني كنت أرى من هي تفوق آية جمالا وذكاء في شركتي القديمة ولكن أبدا لم أنظر لواحدة لأني كنت أخشى الله دعوت الله كثيرا أن يصلح من حالى ويرد لي زوجتي وابني واستقرار بيتي.. وجلست في جلستي هذه وقت طويل وانا لا أعرف ماذا أفعل سارة لا تقبل اعتذاري ولا ترد على مكالماتي وعندما أقول لها اني سأذهب لأحضرها بالقوة ترفض بشدة وتقول لي أنها ستخبر الجميع بمشكلتنا لو فعلت هذا ماذا أفعل يارب؟ هداني الله الى حل ما.. لا أعرف كيف تاه عن بالي واستحالة أن ترفضه سارة بأي حال من الاحوال ولكنه سيكلفنا الكثير وسيستغرق عدة أيام في تنفيذه.. ولكن لا يهم سأجند كل أصدقائي أن يتموه في أقصر وقت ممكن والله المستعان ******* قـالت سـارة : مرّ على تركي لبيتي حوالى اسبوعين.. فعلا اشتقت للعودة بجنون وما يزيدني حيرة أن عمر لم يتصل من عدة أيام.. ايه ده خلاص مش عاوزني؟ طيب أعمل ايه دلوقتي؟ كان لازم أزعل أوي كده؟ طلبته على الموبيل بعدما زاد قلقي أن يكون حدث له مكروه.. فلم يرد جلست أكاد أموت من القلق ولا أعرف ماذا أفعل وفكرت أن أخبر والدي بكل شيء ليذهب اليه ولكني لم أستطع.. وقضيت يوما طويلا هاجمتني فيه كل الهواجس الرهيبة.. وجاء الليل وانا أكاد أنهار حتى جاءني صوت يحيى صارخا: بابا جه بابا جه لم أصدق أذني وجريت لأراه يلعب أم أن عمر جاء بالفعل؟! ووجدته ينظر اليّ بشوق وكدت أجري عليه وألقي نفسي بين ذراعيه أمام الجميع ولكني خجلت وجلست أراقبه صامتة وأنا أراه يخبر والدي أنه عاد من السفر مباشرة علينا.. ياكدااااب.. ويخبر ماما انه جائع جدا من طول السفر.. ويقبل يحيى بجنون وأراه يوزع هدايا على الجميع وينظر اليّ باسما وكأنه يقول أتحداكي أن تكذبيني بعد الفيلم ده كله كل هذا وأنا صامتة لا أتكلم.. وقمت لأحضر الطعام مع أمي وتركته جالسا مع أبي وقلبي يكاد يطير من الفرحة لرؤيته وقرب عودتي لبيتي ولم يتعمد أن ينفرد بي أو يعطيني هدية مثل الجميع.. وأخييييرا همس لي بكلمة واحدة: وحشتييييييييني.. وأخرج من جيبه شيئا ظننته هدية ولكني وجدته جواز سفر بإسمي فتحته من دهشتي وعقدت لساني المفاجأة وصرخت من الفرحة والدهشة العارمة: معقووووووول؟ منقول | |
|