الحب المستحيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحب المستحيل

اتقوا يوما ترجعون فية الى الله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدم الحلقة الاولي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
doaa

doaa


عدد الرسائل : 78
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 05/04/2007

الدم    الحلقة الاولي Empty
مُساهمةموضوع: الدم الحلقة الاولي   الدم    الحلقة الاولي Icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2007 11:10 am




دوت أبواق سيارات الشرطة والإسعاف على نحو مزعج ، وهي تتوقف أمام ذلك الفندق الفاخر، من فنادق الخمس نجوم ، والمطل على نيل القاهرة ، واندفع مدير الفندق يستقبل رجال الشرطة والأطباء، في توتر بالغ ، وهو يقول : رويدكم أيها السادة .. اخفضوا هذه الأصوات بالله عليكم .. إنكم تصيبون النزلاء بالذعر والاضطراب .. أرجوكم
أشار الرائد صفوت إلى قادة سيارات الإسعاف ، لخفض الأبواق أو إيقافها ، وهو يسأل المدير بلهجة حازمة ، أصبحت جزءاً من تكوينه وشخصيته ، بعد سنوات العمل الطويلة ، في قسم المباحث الجنائية: أين القتيل؟

أشار المدير إلى الداخل في توتر ، قائلاً : هنا لقد نقلناه إلى
قاطعة صفوت في حدة غاضبة : نقلتموه؟ هل جننتم يا رجل؟ إنكم تفسدون القضية كلها بحماقتكم هذه .. كيف تقومون بنقل الجثة ، قبل قيامنا بالمعاينة الأولية؟
توتر المدير أكثر ، وهو يجفف عرقه ، ويلوح بيده قائلاً : لقد أطلق عليه القاتل النار ، في المقهى الرئيسي ، في منتصف المكان بالضبط ، ونسف رأسه على نحو بشع ، وكان من المستحيل أن نترك الجثة هكذا ، وخاصة أن
قاطعه صفوت في حدة : ولو
كان يعبر معه بوابة الفندق الإلكترونية ، التي انطلقت تصرخ في عنف ، معلنة اعتراضها على الأسلحة ، التي تعبرها ، إلا أن صفوت تجاهل صراخها تماماً ، وهما يتجهان نحو المقهى الرئيسي ، حيث انهمك بعض عمال الفندق في تنظيف مائدة في منتصفها ، على نحو جعل صفوت يقول في عصبية : ما الذي يفعلونه بالضبط؟
ارتبك المدير بشدة ، وهو يجيب : الدماء كانت تغرق كل شيء ، و
قاطعه في غضب : سألقي القبض عليك يا رجل ، بتهمة إخفاء الأدلة وإتلافها
امتقع وجه المدير ، وهو يهتف : رباه إنني لم أقصد هذا قط ، ولم
قاطعه هذه المرة بإشارة صارمة من يده ، وهو يشير إلى رجاله ، الذين اندفعوا يبعدون عمال النظافة ، ويحيطون بالمائدة ، في حين سأل هو المدير في صرامة : وأين الجثة؟
أشار الرجل في شحوب إلى حجرة في نهاية القاعة، فاندفع صفوت نحوها ، وهو يغمغم في غضب : كيف يمكننا أن نعمل ، وسط كل هذا الكم من الحماقة؟ يفسدون كل شيء ، ثم يطالبوننا بنتائج عاجلة ، و
كان يغمغم بعبارته ، وهو يفتح باب الحجرة ، ولكنه لم يكد يفعل ، حتى اختنقت الكلمات في حلقه ، واتسعت عيناه عن آخرهما ، وسرت في جسده قشعريرة عنيفة ، وهو يحدق في الجثة ، التي تم نقلها بمقعدها ، الذي لقيت مصرعها فوقه ، إلى تلك الحجرة
كانت جثة رجل يرتدي حلة غالية الثمن ، ورباط عنق زاهي الألوان ، وحذاء إيطالياً فاخراً ، وساعة ذهبية ، و
ولم يكن له وجه
......


أو رأس



لم يكن قد تبقى من رأسه سوى جزء يسير من مؤخرة الجمجمة يتصل ببواقي العنق ، أما فيما عدا هذا ، فقد تم نسف الرأس تماماً


وعلى الرغم من أن صفوت قد شاهد العشرات من حالات القتل العنيفة ، بحكم عمله في منطقة مشتعلة الأحداث ، في أعماق الصعيد ، فور تخرجه ، إلا أنها كانت المرة الأولى ، في حياته كلها ، التي يشاهد فيها مشهداً بهذه البشاعة لذا فقد تراجع بحركة حادة ، جعلت المدير يجفف عرقه ، قائلاً في عصبية

: كان من المحتم أن نبعده عن الأنظار ، فسمعة الفندق لا
قاطعه صفوت في توتر شديد: اصمت
ابتلع المدير كلماته ، وتراجع خارج الحجرة ، وكأنما ينأى بنفسه عن رؤية ذلك المشهد ، الذي لن يفارق خياله أبداً ، في حين ازدرد صفوت لعابه في صعوبة ، وهو يحدق في الجثة ، متسائلاً

: ترى
أى سلاح هذا ، الذي يمكن أن ينسف جمجمة كاملة، على هذا النحو؟


لقد شاهد إبان عمله في الصعيد ، رجلا أصيب بخمس رصاصات في جمجمته ، من مسافة ثلاثة أمتار ، وعلى الرغم من هذا فقد بقي رأسه في مكانه
أما هذا ، فقد تحطمت جمجمته تماماً
.......بل انسحقت سحقاً
فأي سلاح فعل بها هذا؟
أي سلاح؟
وفي عصبية بالغة ، سأل مدير الفندق : مع كل نظام الأمن والبوابات الإليكترونية ، كيف عبر القاتل بسلاحة إلى الداخل؟
هز المدير رأسه في توتر ، مجيباً : لا أحد يدري.. البوابات لم تطلق رنينها ، ونحن لم نسمع حتى دوي الرصاص .. لقد لمحنا وهجها فحسب ، ثم رأينا الدماء تنفجر ، لتغرق كل شيء ، وتترك ذلك المسكين خلفها هكذا
قال صفوت في عصبية: لم تسمعوا دوي الرصاصة؟ الذي فعل هذا استخدم حتماً مدفعاً يارجل ، وليس مجرد رصاصة
قال المدير مبهوتاً: وكيف يمكن أن يخفي مدفعاً؟
صاح صفوت بعصبية: أخبرني أنت
قال المدير في حدة : إنها مهنتك أنت .. أنا رجل سياحة وفندقة فحسب
هتف صفوت: وأنت المسئول الأول عن هذا المكان أيضاً
عاد المدير يجفف عرقه ، ويهز رأسه ، قائلاً : لا أحد هنا يدري كيف حدث هذا البوابات الإليكترونية تعمل بكفاءة ، والرجل لم يكن يحمل حتى حقيبة ، عندما عبرها واتجه نحو القتيل مباشرة ، ونسف رأسه
انعقد حاجبا صفوت بشدة ، وهو يقول في صرامة: اسمع يا رجل .. أنا ضابط شرطة ، منذ ما يقرب من اثني عشر عاماً ، وخبرتي تؤكد لي أن نتيجة كهذه لا يمكن أن تحدث ، إلا من سلاح ضخم ، فلا تقل لي إن أحداً لم يره يحمله
قال المدير في عصبية: وهل تعتقد أننا كنا سنتركه يفعل ما فعله بمنتهى البساطة ، لو أننا رأينا سلاحه؟
كان الجواب منطقياً إلى حد مستفز ، حتى أن صفوت قد عقد حاجبيه في توتر ، وهو يسأل في صرامة: وماذا بعد أن فعل ما فعل؟ لماذا تركتموه يمضي في سبيله؟
عض الرجل شفتيه ، قائلاً : ومن قال إننا تركناه؟
سأله صفوت في توتر: أين هو إذن؟


بقلم : د/ نبيل فاروق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدم الحلقة الاولي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحب المستحيل :: القسم العام :: منتدى القصص والذكريات اليومية-
انتقل الى: